المدرسة الإعدادية ببوحجر |
في الجريد |
الأستاذ: نزار الديماسي |
المستوى: 8أساسي |
التاريخ: 29 /09/
2023 |
|
السنة الدراسية: 2023/2024 |
النشاط: شرح نص |
التقديم1: تعتمد حياة العائلات في المجتمعات القروية
والريفية على الأنشطة الفلاحية،وتكتسب خاصياتها من نوع الإنتاج الذي تتميز به كل
منطقة مثل الويتون في الساحل، والقوارص في الوطن القبلي، والفلاحات الكبرى في
الشمال الغربي والتمور في الجنوب التونسي وخاصة في منطقة الجريد حيث تدور الأحداث
في نصنا ذي العنوان "في الجريد" نتناوله ضمن محور المدينة والريف مأخوذ من رواية
"الدقلة في عراجينها" للكاتب الروائي والقصصي البشير خريف .
التقديم2:تعودنا إذا ما نقل أحدُهم عن منطقته ما
يميزُها فإنه يفرز المعطيات ليقدم أفضل ما فيها ليعكس اعتزازه وفخره بها. لكن
الكاتب الروائيّ َ والقصصي التونسي بشير الخريف في نصه بعنوان "في
الجريد" المأخوذ من رواية "الدّقلة في عراجينها" لا يتحدث عن موسم
التمور في منطقته لينقل أحسن ما فيه. فإلام يعود ذلك؟ وهل للتأليف القصصي منطقه
الخاص؟
الموضوع: يصف الكاتب محتلف الأنشطة التي تظهرفي منطقة
الجريد موسم إنتاج التمورِ وتأثيرها الاقتصادي على الأهالي .
الوحدات المعنوية:
أقسم النص حسب المطلوب في سؤال الفهم الأول معتمدا على
التحول من العام إلى المفصل إلى وحدتين إثنتين:
من البداية إلى وتتحرك الأسباب: (الوصف العام لتحول
الحياة في منطقة الجريد)
البقية: (عرض مختلف أنشطة سكان الجريد ومن يزورهم في
موسم بيع محصول التمور)
الشــــــــــــــــــــــــــــــــــــرح:
الوصف العام لتحول الحياة في منطقة الجريد
يقدم الكاتبُ صورة عامة قائمة على التشبيه التمثيلي فيها
تحول من السكون إلى الحركة.في هذه الصورة يضع الواصفُ الجريدَ مقابل صورة المبعوث
إلى الحياة بعد موته،(المنتفض في قبره)، ثم في صورة الكسول ينشط لأداء عملٍ.
كلتاهما لا يمكن أن تعكس إلا موقفَ الرفض للكاتب وعدم رضاه عما ينقله لنا عن
الحياة الموصوفة، رغم عوامل النجاح المذكورة في انبعاث الحركة وانطلاق الحياة:
بشريا(الضيوف-التجار- الزائرين) واقتصاديا(التجار-محافظ النقود الملآى) وظروفا محلية(الفنادق-تتحرك الأسبابُ)
فماهي المناسبة؟ ولمَ - حسب هذا التحليل - لا يرضى
الساردُ عن شكل الحياة الجديدِ في منطقة الجريدِ؟1
عرض مختلف أنشطة
تمشي الدرس نختار له تدرجا وفق ما ورد في سؤال الفهم
رقم5:
֎ المبادلات
يسيطر على الجزء الأول من الوحدة الثانية الجمل الفعلية
في زمن المضارع. هنا المضارع لا يخص التكرار والاستمرار، بل يتعلق بالأحداث التي
يصفها في وقت وقوعها. هذه الأفعال تدل على الحركة وعلى النشاط: منها ما يكون في
طور البداية مثل:"يبدأ خرص الغلال..." و" تتألف الشركات"
ومنها ما هو متعلق بالممارسة وعمليات البيع والشراء لتبادل السلع
مثل:"فيقترضون ويقبضون" و "ويعقدون المؤامرات ويتجسسون" والهدف
من وراء ذلك كما هو معلوم هو جمع المال وتحصيله "فتتجمعُ بين أيديهم رؤوسُ
أموالٍ"
يبدو من الوصف الذي ذكرنا أن الحياة نشطة وأن المنطقة
تعرف حركة غير عادية كأننا وسط احتفالات أو مهرجان، أي أن الكاتبَ كان يجدر به أن
يقدم لنا أجواء البهجة والفرح عوضا عن الرفض. فماذا في هذا الفصل الخاص بالمبادلات
يدفعه إلى إنكارها؟
إننا نلمس ذلك في التعبير عن ممارسات يصيبها الخلل وتدل
على ألوانٍ من الفساد وسوء التنظيم والارتجال: فما معنى تأليف الشركات في ذلك
الوقت؟ وما الداعي إلى وجود أفعال التآمر والتجسّسِ وإلى رؤوس الأموال الوهمية إلى
جانب الحقيقية؟ لا شك أن الكاتب في هذا الموضع يتفطن إلى ممارسات الفساد وينقد
جانب الجشع عند التجار ورغبتهم في الربح الأوفر حتى على حساب النزاهة ونظافة اليد،
لكأن حب المال أصبح طاغيا على كل سلوكٍ. وحيثما يوجد المال يقعُ التركيز
والاهتمامُ.
֎ السكان
فهمنا أن الكاتبَ ينقد سيطرة الحياة المادية، ويبرز ذلك
في التفاصيل التي يعرضها عن السكان بمختلف انتماءاتهم ومختلف أماكن إقاماتهم
ووجودهم: من له علاقة بالتمور(جزء ممن في الغابة ومن في الفندق وفي الشارع
والمقهى) ومن ليست لهم به أية علاقةٍ ( خاصة الطالب في المدارس، والمرأةُ وراء
منسجها..) افلا يكثر بمقتضى ذلك المتطفلون؟ وقد يحدثون تشويشا لا تقتضيه الحاجة،
وهكذا فعندما يختلط المختص العارف بالزائر الجاهل سرعان ما تتسعُ أرضية الفساد
وتزدادُ خصوبة الطمعِ، وقد يسقط ضحاياها حتى الأبرياءُ لأن العديد ممن ليست لهم
علاقة قد يطمعون في المال يعظم جشعهم ويستخدمهم الكبارُ للمؤامرات والجوسسة
والتحيل... وبهذه الكيفية لئن نشطت حركة البيع والشراء حول منتوج واحد فإن الحركة
في باقي الوجوه يصيبها التعثر والتعطل.
إذن الكاتب لا ينقد حال النشاط الظرفي في الجريد إلا
غيرة على المنطقة كلها لأنه يريدها أن تحيا على كامل السنة وأن يحسن سكانها
التعامل مع ثرواتهم ومع إمكانياتهم حسب طرق علمية
لا عشوائية ولا ارتجالية كما هي في نصنا" وإذا هم بين عشية وضحاها ،
أخصائيون في الاقتصاد، تجد الحكمة عند أي كان. وأي كان يدلك باعتداد على سر
النجاح، ويشرح لك ، بابتسامةٍ عليمةٍ، أمثل الوسائل لاستجلاب الثروة بلا شيء.2
الغاية من هذا النقد هو عدم البقاء رهينة للأوضاع
الطبيعية، وللمناسبات وفي المقابل يدعو إلى تطوير الحياة الاقتصادية ودعم المنطقة لعلها تكسب إلى جانب الوافدين للتجارة وافدين لغايات أخرى كالسياحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – طرح فكرة إنتاج لتغيير الفقرة الأولى من إنكار
الواصف لما يحدث إلى تمجيده مع إمكانية تغيير الإطار المكاني حسب المنطقة التي
يعرفها التلميذ.
2 - إنتاج حول
الطرق الحديثة لحماية التمور
֎ الطقس
يتعرض هذا الجزء إلى العلاقة بين إنتاج التمر وعلاقته
بحالة الطقس على امتداد السنة. فعالجها الكاتب من حيث الفرضيات الممكنة وهي ثلاثُ
فرضيات في أسلوب شرطي افتراضي:
-
الفرضية الأولى: تجاوز الأمطار لمعدلها تجاوزا بسيطا يؤدي
بها إلى فساد البضاعة وإهمال مالكها لها.
-
الفرضية الثانية: تجاوز الحرارة معدلاتها بقليل يفسد طعم
التمر ويصبح "كالنخالة".
-
الفرضية الثالثة: تكرار "بمقدار" يدل على الاعتدال
في الطقس بكامل أحواله، وهو المناسب لجودة التمر.
ما علاقة هذا العرض لعلاقة الطقس، بما كان يرويه عن
السلوك المسيطر على السكان عند المعاملات والمبادلات؟
֎ المباهج
تسيطر على هذا القسم المعاجم الإيجابية التي تعكس يسر
الحياة على جميع المنتمين إلى المنطقة، ليتبين ارتباط كل عناصر العيش بمدى نجاح موسم
انتج التمور فتزهو الحياة وتنشط الحركة
الاقتصادية فتقام الأفراح ويزدهر البناء وتنتعش المبادلات التجارية لكثرة النقود
عند الصغار والشبان والكبار وعند النساء وعند الرجال.
لكن الأموال مادامت تتوفر بهذا الكم لماذا لا ينظرون في
الحلول للحد من تأثير الطقس على إنتاجهم الرئيسي.
ركز الكاتب في هذا النص على الجوانب الاقتصادية للحياة في المجتمع الريفي الجريدي، ونقد تصرفات السكان الذين يتعاملون مع اللحظة ويهملون العمل لخلق الفرص حتى ينهضوا بحياتهم ويتجاوزوا مختلف الصعوبات التي تعترضهم. وهذا موقف مبني على فهم للواقع لذلك لم يركز الكاتب على الشكل الظاهري للنشاط في الفترة الموصوفة، وإنما اهتم بالثوابت وبما يضاعف المنافع. فإلى أي مدى أثبت الزمان رؤى الكاتب وإشاراته؟