تحليل نص : بين يدي
الملك – سعد الله ونوس
المقدمة:
علاقة
العرب بالغرب والأعاجم ، استرعت اهتمام الكتاب والدارسين على مدى العصور المتاعقبة
شعرا ونثرا ومسرحا، في فترات القوة والنصر أو في فترات الضعف والتدهور ، يستعرضون الخسائر
ويعددون المخاطر ويأملون من معاصريهم أن
يسترشدوا العبر، ويتجنبوا أي خطإ أن يُعادَ ويُكرر فإذا العصور تتحول لكن الموضوع
هو نفسه يظل مُثارا يتعرض له المعاصرون كالكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس (
صاحب مشروع تأسيسي لمسرحٍ ذي ملامح عربية وبعد تسييسي ) في مسرحيته رأس المملوك
جابر ضمن المشاهد الأخيرة في فصلها الثاني في نص :" بين يدي الملك"
المندرج ضمن محور المسرحية حيث يروي الحكواتي ما برز على ملك الفرس من استبشار بعد
وصول المملوك جابر وقراءته ما خط على رأسه في الرسالة.
فكيف
يتم الإخبار بوصول المملوك جابر إلى قصر الملك : منكتم بن داود؟ و أي أثرٍ أحدثته
الرسالة ُ على الشخصيات والعلاقات التي جمعت بينها؟ ولماذا يظهر ذاك الحرص والتلهف
للهجوم على بغداد؟
الوحدات المعنوية:
يمكن تقسيم النص إلى وحدتين إذا اعتبرنا الاطلاع على
الرسالة أو نطق الحكواتي فاصلا بينهما ويممكن تقسيمه إلى ثلاث وحدات اعتمادا على
توزيع الشخصيات فيكون القسم الأول حتى السطر الرابع والثلاثين بعنوان المملوك جابر
يبلغ رسالة مولاه الوزير لملك الفرس . أما عنوان الوحدة الثانية الممتدة حتى السطر
الثامن والأربعين فهو اطلاع الملك وأخيه على الرسالة وتبقى الوحدة الأخيرة حتى
نهاية النص فيظهر فيها ما نتج عن قراءة الرسالة عند الأخوين.
تبليغ المملوك جابر
رسالة الوزير لملك الفرس.
يفتتح
النص الحكواتي فإذا أسلوبه يمثل وسيلة الكاتب للقفز عن الأحداث الطويلة ما دامت لا
تخدم المسرحية وأهدافها فيختزل سفر المملوك جابر من بغداد إلى بلاد فارس في جملة
موجزة تعكس الإنهاك الذي أصاب حامل الرسالة "
وبعد طول تعبٍ ومخاطر وصل المملوك جابر إلى بلاد العجم." تكشف هذه
الجملة عن الإطار المستوعب للحوار الجاري في النص : وقت وصول جابر في زمن النهار
داخل القصر في ديوان الملك مكانا منغلقا مناسبا لما جاء من أجله المملوكُ طرح
الرسالة المحفوفة بالسرية والكتمان. أما زمن النهار فهو يسرع بالأحداث حسب رغبة
جابر الذي نراه غير عابئ بالتعب والإرهاق لأنه مسكون بتحقيق هدف يلبي طموحه
وأمانيه. لذلك كان السرد المعبر عن أخبار جابر وقت وصوله محكوما بالسرعة على مستوى
المعجم ( ومن شدة لهفته، اتجه من فوره ) وعلى مستوى البنية التي جعلت الضيف يتحول
كرة تتنقل بين الأيدي يدحرجها الحراس ويتناقلونها فيما بينهم:"وتناوله حارس من حارسٍ في دهاليز قصرٍ كالمتاهة
حتى دخل على ديوان الملك." أصبحنا مع هذا الكلام في فضاء مكاني
مخالفٍ لسابقه . إن موقع الأحداث هنا خارج
بغداد لأول مرة وهو ما يخل بنظام المكان في المسرح الكلاسيكي حسب التصنيف
الأرسطي:ما يقوم على الوحـــدة إما في بناء واحد وإما في مدينةٍ واحدةٍ. لكننا مع
هذا النص أصبحنا في مكانين منفصلين : عربي في بغداد وأجنبي في بلاد فارس.
ما
دمنا نتحدث عن المكان فإننا ينبغي أن نلاحظ أن الشخصيات المجتمعة فيه هي بين مستضيفٍ
صاحب القصر وأخيه من جهةٍ وضيف مبعوث من وزير حليفٍ من جهة أخرى هذا الضيف حقه حسن
المعاملة وفضل القبول ولين الكلامِ. لكن الحوار لا يكشف عن ذلك بل يقدم امتدادا
لما ورد في الإشارة الركحية المساعدة على الإخراج من وصفٍ للملك" تتسم ملامح الملك منكتم بالغطرسة والؤم."
الغطرسة بدت في أسلوب الملك الاستجوابي المتعسف غير القابل أن يستمع للمملوك
جابر رغم تذلله واعتماده أسلوبا يحفظ مقام المخاطب ( أنا عبدكم، لمولاي الملك، ما
أردتُ غضبكم أو إساءة الأدبِ أمامكم، يتقدم مبالغا في الاتضاعِ والأدبِ )
ظهر
حسب هذا الحوار أن جابرا مختلف عما كان عليه في بغداد لم نره الشخص المرح ولم تظهر
عليه علامات النبوغ التي تعكسها حيلته المتفوق بها عن باقي المحيطين بالوزير محمد
العبدلي فكان عليه أن يسجل حضوره أمام الملك بأدب وأن يحسن تقديم ما جاء لأجله وأن
يملك القدرة على إضعاف غطرسة الملك. لكنه في ما يبدو استسلم لطموحاته، ولمغرياته
فسقط ولم يعد يتصرف وفق ذاته العاقلة بل حسب ما يمليه عليه أناه الطامع وأصبح
تعويله على اقتناص الفرص وانتهازها ما غيب أفضل ما فيه وأسقطه إلى الأسفل كي يقبل
على نفسه الإذلال المبالغ أمام ملك الفرس فيذكرنا بالحوار الدائر بين الزبائن
تشريحا لشخصية جابر واختص من بينهم الزبون الرابع في المقهى المماثل للرجل الرابع
بين الممثلين من لا تنقصه الفطنة: نجده يستبق الأحداث ويتنبأ بالمصير :
زبون
4 : لا تزيدوها ما هو إلا ولد ذكيٌ ومهاز للفرص.
زبون
3 : نهاز للفرص ليكن هذا هو الطريق للوصول إلى أعلى المراتب.
زبون
4 : و أحيانا إلى أسفل المراتب إذا كنت لا تعرف.
يبدو
مما سبق أن جابر قد طغت عليه أحلامه وسيطرت عليه عواطفه فحجب عقله ولم يتقيد
بأحكامه فحمل رسالة يجهل محتواها. وهو لئن لم يشك في شأنها ولم يرتب فإن لقاءه
بزمرد في حبيبته قد حفزه إلى ذلك وكانت ضميره الذي ينبهه إلى خطورة ما يقدم عليه.
ويحتاج إلى مراجعة نفسه وتعديل مساره وأن لا يلقي بنفسه إلى التهلكة ثم لا يقود
مصيره إلى حتفه.
زمرد:
هل تعرف ما تحتويه الرسالة ُ؟
جابر:
وماذا يعنيني ما تحتويه الرسالة ُ؟ لا شك أنها مليئة بالحماقات... تعنيني المكافأة
لا محتوى الرسالة.
زمرد:
( مترددة بقلق ) لا أدري.. كنت أتمنى ألا تورط نفسك ومن يعرف لو افتضح الأمر فلن تلمسني إلا يد باردة ميتة
ٌ.
إذن
جابر بقدر ما أسعفه ذكاؤه بالحيلة التي سخر لها وقته وفكره فراقب ولاحظ واستنتج
لكنه عند التنفيذ لم يستفد من عقله حتى أنه تخلى عن انتهازيته وتخلف عن اصطياد
الفرصة واقتناصها عندما أثارت فكرة
الرسالة اندهاش الملك فنسبها إلى الوزير ولم يتول جابر لفت انتباهه أنها
فكرته:" ( مندهشا ) الرسالة مخطوطة على رأسك
فكرة ظريفة والله الحذر لا ينقص وزير بغداد.. ولعل وراء حذره ما يسر من
الأنباء."
إذا
تبينا في غالب النصوص أن الكاتب يتجه إلى مخالفة النمط الكلاسيكي السائد في المسرح
فينبغي أن لا نميل إلى ذلك كل الميل بل علينا أن نتبين مواطن لا تخلو من المواطن
الدرامية منها ما يتعلق بالبطل المملوك جابر الذي قد يكون طرفا لاحقا أو دخيلا على
الصراع وأطرافه بين الوزير والملك وقد يتخذ دور المساعد ولكنه يملك بعض مواصفات
البطل الدرامي منها أنه قبل أن يعرف نهايته المأسوية فإنه يكون هو المتسبب فيها
ويحمل بوادر سقوطه وسط الرحلة.
هكذا
رأينا أن المملوك جابر قد اصطحب وإياه قدرا من السذاجة بسبب ثقته المفرطة في وعود
الوزير فسلم رأسه له وللملك ولا يعلم أنه سلم حياته كلها وسيكون رهن تصرفهما
والدليل على ذلك ما ستحدثه الرسالة عند الاطلاع عليها من حركة ومن همس مريب
واستحضار لشخصية توحي بالرهبة والرعب لا الأمن الذي يطلبه المملوك فماهي دلالات
ذلك؟
اطلاع الملك وأخيه على
الرسالة
كما ذكرنا الملك
بعد اطلاعه على الرسالة تتغير هيأته فيتحول من الغضب إلى الابتسام حسب ما يظهر من
الإشارات الركحية لكن
الانقلاب في شخصية الملك لا يخدم صالح جابر بل يعقد حاله وهو "
حالم بالعودة " ويرجو منه :" لكن أرجو أن يتكرم
مولاي فيسمح لي بالعودة سريعا إلى بغداد."
الملك : أتحب بغداد إلى هذا الحد؟
جابر : هناك من ينتظرني فيها.
لم يعد جابر الشخص الفاعل من يسير الأحداث: منذ أن وقع
إغراؤه بتنفيذ طلباته أصبح يتلاعب به أهل السلطان يحبسونه طورا في زنزانة مظلمة
ويطلقون سراحه طورا آخر للاستمتاع بإذلاله يحصل هذا من الوزير عند كتابة رسالته ثم
من الملك عند الاطلاع على نفس الرسالة في كلتا الحالتين يكون جابر حانيا رأسه أمام
سيده.
يتضح من ذلك أن الحاكم ليس من ورائه الأمان كما يرى
العامة إذا اقتربوا منه أو تجنبوه فهذا جابر يرمي بنفسه عندهم طامعا في الجزاء وأن
يلحقه في النعيم نصيب فإذا بالأمر يصل معه إلى الإهانة والتهامس عليه ويكون كالأبله
في الزفة . أما العامة في المقابل قد خيرت الحياد وظنت أنها بذلك تكسب الأمان
وتسرع إلى تخزين الخبز لتجنب الصدام فإذا بالويلات تنزل عليهم وتفرض عليهم ضريبة
مقدسة تمنع عنهم الخبز وتترك الأطفال للبكاء والتهديد بالموت جوعا من غير أن يتوفر
السند والعون رغم الإلحاح ورغم الإذلال:
الزوجة : هل أقسمت له اننا لم نذق الطعام منذ يومين. منذ
يومين لم نضع في أفواهنا لقمة خبز.هل قلت له إن ابمما سيموت من الجوع، لأن صدري
ناشف لا يدر إلا الهواء؟ لو قلت كل هذا، لا يمكن أن يمنع عنك العمل ولو كان قلبه
من حجر.
الزوج : ولكن قلبه من حجر.
كأن سعد الله ونوس يريد أن يثبت أن السياسة هذا ما تصنعه
برعاياها لا يجنون من ورائها إلا الخسارة و الإهمال والأذى لا أحد يهتم لمشاغلهم
ويرى أن لهم قلوبا بها يحبون ويعطفون فهذان الزوجان يسعيان لحياتهما وحياة ابنيهما
ولكنهما يعجزان وذاك المملوك جابر يجعل كل همه أم يعود إلى بغداد لأن فيه امرأة
يهواها ويعيش لأجلها ويطمع لإسعادها غير أن الملك يتحالف ضده مع أخيه ويضعانه في
يد لهب من سيحول فيما يبدو حياته إلى جحيم بل سيحرقه ويقضي عليه وفوق ذلك هذه
الرسالة التي لا نعلم ما فيها يقراها الملك ويغض الطرف عن محتواها ولا يشرك إلا
أخاه هلاوون ليعلم ما فيها إثارة للتشويق وإمعانا في إذلال من خاطر بنفسه لحمل
الرسالة ومن خدمه وخدم الوزير كأنه لا وجود له سيعامل كأنه حمار يحمل أسفارا ولا
يفقه ما فيها سنعرف بعد نهاية المسرحية أنه سيقتل بسبب هذه الرسالة التي يحملها
بنفسه وصبر إلى الأخير حتى ينفذ ما طلب منه. هكذا هم العاملون في محيط السلطة لابد
أنهم سيكتوون بنيرانها وسيذعنون لسلطتها ولقهرها لهم سواء عندهم أأخلصا أم لم يخلصوا.
ذلك هو رأي الكاتب لأنه لا يرى في صفوف الحكام إلا من استبد برايه وأعرض عن
المصلحة العامة ولم يفكر إلا في كسب خاص وأذن لنفسه في استخدام ما يساعده نحو هدفه
ما صلح وما لم يصلح حتى في ما يتعلق بالخيانة فإنها تصبح ذريعة نحو تحقيق المآرب
الفردية كما هو الحال في نصنا ونحن نرى استبشار الملك بما ورد في الرسالة ويتجه
صحبة أخيه إلى التفكير في إرضاخ بغداد بملكها ووزيرها لهما.
ما نتج عن قراءة
الرسالة.
لا نعجب عندما نرى أن الثنائيات في الشخصيات السياسية قد
تقمصها نفس الممثلين وذلك حتى نقف في النهاية على الفرق الكبير بين العرب والأعاجم
بين الفريقين تقابل تام لا يلتقيان بين العرب صراع وخلافات العربي يخون العربي
ويقتله ولا يثق فيه ويبتز الرعية ويوزع الأموال على الحلفاء الطامعين جنودا وولاة "أنت تعرف أن بطون العساكر كالبراميل لا تشبع ولا
ترتوي." ويسلم السياسي رقبته حتى لاأجنبي الذي لا يطمع في يوم ما
أن يدخل الأراضي العربية لكنه في ظل الصراعات المستمرة يجد من بينهم من يخون ومن
يفتح الأبواب فيغزوها ويدمر جدرانها العاليات لأن الأغراب هؤلاء صنعوا عكس ما
يصنعه العرب بنوا البنيان وشيدوا وأخذوا الأموال وصرفوها إلى القوة لا إلى الدمار
وجعلوا علاقاتهم مبنية على الوفاق كحال الملك الأعجمي مع أخيه يكلفه بالجيش ولا
يخشى غدره ولا يدور بينهما حديث ضد الرعية يشتم منها روائح المؤامرات تجد الملك
يخاطب أخاه هلاوون فيقول له:"مع الفجرِ ينبغي
أن يزحف الجيش بكامل عدته و عتاده، جيشنا في تعبئة دائمة وتكفي ساعات قليلة
لاستكمال كل شيء ..."
" سيكونون كالكلاب يلعقون أحذيتنا
ويطلبون مرضاتنا أسوار بغداد عاتية يا بني وإذا لم أضمن هدمها من الداخل لا أرمي
إليها بجيشنا إليها يهلكُ وهو يناطح حجارتها."
نقارن هنا بين حرص الملك على جنده وعلاقة الخليفة بولاته
وجنوده علاقات مبنية على الخضوع وعلى الابتزاز في مقابل الرحمة والخوف بل إننا نرى
أن الملك الفارسي سرعان ما يتحل عاطفيا وهو يخاطب ابنه وقد كان قبل ذلك يتحدث مع
المملوك الضعيف بشدة وغلظة هل انقلبوا هم الرحماء فيما بينهم وأشداء على العرب عكس
ما وصف القرآن به المسلمين؟
التقويم:
أقام الكاتب نصه المسرحي لطرح قضية تلازم العرب في مراحل
تاريخهم المتفاوتة فاعتمد لغة ميسرة للفهم لا تشكو تعقيدا في التركيب ولا في
المعجم تحقق عملية التقبل والتواصل عند الجمهور وتقربهم إلى الممثلين فيجعل ذلك
الأفكار واضحة يدركها من الخطابات التي تغيب فيها الصبغة المباشرتية وهو ما يتيح
جانبا أوسع للفني رغم أن الموضوع ملتصق بما أسماه الكاتب بمسرح التسييس الذي تكون
فيه الحواجز منعدمة بين الممثلين والجمهور.
التأليف
غير
الكاتب في المكان وتخلى
على وحدة المكان وأسس النص بين شخصيات يجمعها علاقات الانفصال بحكم الرابط العمودي
فنقلنا من بغداد إلى بلاد فارس فساعد ذلك على المقارنة بين السياسيين في المنطقتين
المختلفتين وأوضح التفاوت في العلاقة بين الراعي والرعية بينما كانت شخصية المملوك
جابر مثالا للذي يستخدم عقله فيلتزم بسلوكاته لكنه حينما يقتضي الحال أكثر حتى
يستخدمه فإنه يفقده في غمرة اعتماده على رغبته وعلى طمعه في نيل ما قبل أن يضحي في
سبيله ليكون الحب في هذا النص دافعا من الدوافع الأساسية عند الفرد حتى يتجرأ أو
حتى يجبن. و لا يغيب عنا في ظل الإثارات المختلفة للمقارنة بين العلاقات في البلاد
الأجنبية وغيرها في البلاد العربية ما سماه الكاتب بمسرح التسييس الذي ينشط فيه
ذهن المشاهد حتى يلامس بنفسه الوضعية المتردية في واقعه ويعمل هو أن يثور عليها.
الخاتمة
عالج الكاتب بالنقلة التي أحدثها في المكان الأوضاع
السياسية السيئة عند العرب المتسببة لهم
في الهزائم وقارنها بأمثالهم من الأعاجم المتماسكين الذين يزدادون توسعا بسبب تشتت
العرب وانقساماتهم. هنا لئن وقف الكاتب على أهم النقائص في سياسة الحكام فإنه لم
يبن رؤية واضحة تقيم البديل عن هذا الواقع المرفوض فإلى أي حد يمكن لهذا الطرح أن
يجد انتشاره في صفوف الطبقات العربية المطحونة التي يقصد سعد الله تغيير ها في
ذاتها وفي علاقاتها بالمالكين لأمرها؟
نزار الديماسي
تحليل نص جابر وزمرد
ردحذف